أ.م.د سامي محمود ابراهيم كلية الآداب جامعة الموصل العراق
تتعثر رسائل النهضة عندما تطرق ابوابنا المقفلة . وكلما اسمعها العالم تتعثر في صور اللا جدوى . سرقنا الخريف من الزمن ورحل إلى حيث لا يعود…
فبين تضاريس المكان وعقارب الأزمنة الحضارية نقرأ الماضي بآلية الذرة والالكترون ولا يغير هذا من قناعاتنا شيء.
اربكتنا أسئلة النهضة وتعذر الجواب ، فمن أخطأ مكاننا الذي يراوحنا ونراوحه أم الزمان المستلب وفق حصاد ساعة بيك بن بخطوط طولها الأمريكية وعرضها الأوربية ودائرة كرتها الغربية .
بعدنا الوجداني موهوم والإنساني ميت ، ضمير اعمالنا لا ينبض. وعلى طاولة عريضة من التفسيرات والتاؤيلات الحادة تم تفكيك وتشريح جسد حضارتنا الميت في كرنفال جنائي صامت .. .
ثم يكشف الستار ليعلن ان سبب الوفاة جفاف الضمير بسبب العطش الذي لحقه وهو يجوب ويقلب صحراء الجسد. تلك الغيبوبة الطويلة جعلتنا نسبغ المعنى على ما لا معنى له، ونفرض النظام على الفوضى بإيقاع حزين ..
ويطول السبات وجماجمنا ملقاة في هيولى الواقع ، معترفين باننا نعيش وبكل مباهج الهزيمة، غيبوبة التبعية. فنحن مهزومة لاننا نخضع لنمط قسري فرض علينا دفعنا الى وضعية استلاب نموذجية كمقدمة ونتيجة الى تماهي عدمي ممنهج نحاول في دوامه تفعيل الخيال كي نرى في القبح الجمال…
وهكذا تشحننا الأيام لنفعل من جديد سؤال النهضة في مسيرة الحضارة الجديدة.